حسن سليم
حسن سليم


حسن سليم يكتب: فيض الروح .. تحياتي

حسن سليم

السبت، 03 ديسمبر 2022 - 04:03 م

خفيفة كانت روحك يا أبي، رحيمة أمينة راضية في البلاء قبل الرخاء، لا تتذمر كثيرًا، ولا تغضب إلا قليلًا، شامخة وعزيزة نادت ربها طويلًا، وأظنها صعدت إليه في سلام راضية مرضية بقضائه، آمنة بإذنه من كل شر، مُطَمْئِنَة برحمته حتى تقوم الأشهاد، فسلامي وتحياتي على روحك يا حمدي سليم في يوم ميلادك لعلك تقضيه في البرزخ مُتلهفًا على الجنة تقول لربك: ربي أٌقم الساعة، ونحن –أولادك- هنا أيضًا نقولها مُتلهفين على جنتنا التي غابت برحيلك، ليس في مقدورنا إلا إلقاء التحية على روحك... فتحياتي.

تحياتي لروح طيبة طاهرة سكنت جسد رجل كريم، ناصحا آمين حتى مع من لا يحب، تحياتي.

تحياتي لروح نبيلة مُستقيمة، دؤوبة في عملها، خلوقة في تصرفاتها، زاهدة في الدنيا إلا في مستقبل أولادها... تحياتي.

تحياتي لروح حتى المٌتشابكين معها لم يعرفوا قدر عظمتها الحقيقي إلا بعد رحيلها، فلم تتحدث بجميل قدمته، ولا بمعروف صنعته، وحين كان يتكشف أمرًا من ذلك في حياتها تقول: "هذه طبيعة الأمور، كيف تقبل على نفسك إنسانيًا غير ذلك؟"... تحياتي.

تحياتي لروح مٌخلصة للإنسانية قيل عنها كل ما سبق من أصدقاء ومعارف، ولم يزد ابنها كاتب تلك الكلمات حرفًا غير ما قيل ونُشر عنه.

تحياتي لروح دٌعي لها في الحرم من أشخاص لم يروها قط، واعُتمر لها شخص دون سابق معرفة أو حتى طلب من مٌقرب... تحياتي.

تحياتي لروح لم تجف الوجنات منذ رحيلها، رغم ذلك الدموع عليها لا تزال مٌتحجرة، حتى الدموع ترفض الاعتراف برحيلك يا أبي... تحياتي على روح برحيلها أذنت للعمر أن يمر علينا- أولاده- لأول مرة في حياتنا... تحياتي.

تحياتي لكن لي عتابا، من وقت ما غبت لم تطرق لي بابا، على رأي الفنانة فاتن فريد: "حتى أزيك مستخسرها مبتقولهاش" لا حلم أو رؤية... لمَ ونحن أحباب.

تحياتي لروح نفذت نصيحة يامنة للأبنودي: وإن جالك الموت يا وليدي... موت على طول... اللي اتخطفوا... فضلوا أحباب ... صاحيين في القلب كأن محدش غاب "... تحياتي، تحيات ممزوجة بالوجع والشوق لرؤياك


تحياتي لروح علمتني وشقت لي الطريق وأنارته لي، وأعانتني عليه ورحلت، لا تتمنى سوى أمرين، أن تطمئن على أبنائها، وألا تلقى عذابا... تحياتي.


تحياتي لأب عظيم وصحفي قدير، وإنسان خلوق ذو قلب رحيم، تحياتي لرجل تمنيت الموت قبله حتى لا أراه ميتًا، ثم تمنيت ألا أموت إلا بعده بأيام حتى لا يتألم برحيلي.. تحياتي.


وختام تحياتي لروحك الطاهرة يا أبي بكلمات فايا يونان التي تحبها مع تحريف كلمتين فقط:" لا تخف إن تأخرت عليك.. فأنا ما أضعت السبيل لكني في الطريق إليك وجدت الطريق طويلا (...) وإن أخرنا الزمان قليلا فلابد أن يستجيب القدر".. سيستجيب يا أبي ونلتقي... قريبا بإذنه".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة